الأسبوع الحادي والثلاثون
الأسبوع الحادي والثلاثون من الحمل إذا اضطررتِ للولادة في هذا الأسبوع، سيكون طفلك بخير ولن تحتاجي إلى إيداعه بالعناية المركزة أو الخاصة، قد يعجز الجنين عن تنظيم درجة حرارته بنفسه بالشكل المطلوب، لذلك سيظل بحاجة إلى البقاء في حضانة أو جهاز ترطيب المولود للحفاظ على ضبط درجة حرارة الجسم. يتميز هذا الوقت من الحمل بخصوصية معينة بالنسبة لكِ. على الرغم من عدم تقييد جسدك بهيئته الجديدة لحركتك، إلا أن جميع من حولك يلاحظون ظهور أعراض الحمل عليكِ. ويوفر لكِ هذا الوضع بعض الامتيازات الخاصة، خاصة إذا كنت مُحاطة بآباء وأمهات آخرين. فلأول مرة على الإطلاق قد يعرض عليك شخص الجلوس مكانه في وسائل النقل العام أو يدعوك شخص لأخذ المكان الأول في طابور الانتظار أو قد تُقابلين بإيماءات حانية أخرى. من المفضل بشكل عام أن تقبلي الدعوات التي يقدمها لك الآخرون بهذه الروح الجميلة التي تُقدَّم بها. في الأسبوع الحادي والثلاثين من الحمل، ستحتاجين إلى أن تتعودي بعض الشيء على هذا النوع من التعامل الخاص، حتى إذا كنتِ لا تشعرين بأنك في حاجة حقيقية للتعامل بهذا الشكل الخاص. سيأتي اليوم الذي ستشعرين فيه بالامتنان لكل من تعامل معكِ بهذا الشعور. وتذكّري أن السيدات الحوامل يجب أن تحظى باهتمام خاص -فبالرغم من كل شيء، فإن أطفالهن هم من سيساهمون يومًا ما في توفير المساعدة للآخرين عند كبرهم في السن. أشعر بالقرف! إذا كنتِ تشعرين بأنكِ لست على ما يرام فلماذا لا تعالجي نفسك؟ فقد يزداد تركيزك بقدر كبير على طفلك القادم لدرجة أنك قد تنسين نفسك واهتماماتك كما في السابق، لذا اذهبي للحصول على جلسة مساج، أو اخرجي بعيدًا عن المنزل في عطلة نهاية الأسبوع، أو اذهبي للسينما، كما يعد قضاء الوقت مع صديقاتك وأفراد أسرتك أمرًا جيدًا لإزالة الفتور وتجديد النشاط، اسمحي لنفسك بقضاء بعض الوقت لمتعتك الشخصية ولا تشعري بالذنب إن غاب تركيزك لبعض الوقت عن طفلك، فكل ما عليك الآن هو الاعتناء بنفسك لتكونين أمًا لطفلك القادم. التغيرات الجسدية التي ستطرأ عليكِ هذا الأسبوع • يزيد حجم بطنك بشكل أكبر في الأسبوع الحادي والثلاثين، إذ يتمدد جلدك أكثر فأكثر، وتظهر علامات ذلك التمدد على كثير من السيدات في الثلث الأخير من الحمل ولا يكون لديهن الكثير ليفعلنه حيال ذلك الأمر، حاولي مراقبة وزنك الزائد وضعي هدفًا لتحافظي على زيادة تتراوح بين 10 إلى 12 كجم، وستجدين فيما بعد أنه من السهل العودة إلى وزنك قبل الحمل، وذلك إذا لم يكن لديك زيادة مفرطة في الوزن أثناء الحمل. • يمكنك ملاحظة أنك أصبحتِ تعانين من ضيق في التنفس في هذه الفترة، خاصة إذا كنت تفعلين مهماتك باستعجال، فانتبهي لوضعية جسمك واعطي رئتيك مساحة أكبر لتوفير الفرصة لهما للتمدد قدر الإمكان، فلقد أصبح المكان في بطنك ضيقًا، لكن ببساطة يمكنك الجلوس بشكل مستقيم مع شد الكتفين للخلف حتى توفري بضعة سنتيمترات إضافية فيها. • قد يتسرب من ثدييك اللبأ هذا الأسبوع، وهو أولى قطرات الحليب المائل للصفرة والذي يعد مثاليًا للأطفال حديثي الولادة، فإذا كنت قد أنجبتِ طفلاً من قبل يمكن أن تجدي أن اللبأ الموجود لديكِ أكثر مما كان متوفرًا لطفلك الأول، لذا تحتاج بعض السيدات إلى ارتداء ضمادات الرضاعة داخل حمالة الصدر في بعض الأيام، وإذا كنت ترتدين قميصًا داكن اللون، قد يكون التسرب ظاهرًا عليه بشكل أكثر وضوحًا. • من الممكن في هذه الفترة أن تنفد كمية الحديد الموجود في جسمك، لذا عليكِ أن تبذلي أقصى ما في وسعك للمحافظة على المخزون الطبيعي منه في جسمك، ويحتاج جسمك إلى فيتامين سي لمساعدته على امتصاص الحديد الموجود في الغذاء. لذا تناولي الكثير من الفاكهة الطازجة والعصير وذلك أيضًا بغرض العمل على زيادة كمية الحديد في الجسم، وتعد اللحوم الحمراء والخضروات الطازجة والحبوب الجيدة والفواكه المجففة والبقوليات من المصادر الجيدة للحديد. التغيرات العاطفية التي ستطرأ عليك هذا الأسبوع • يقترب الآن موعد الولادة، ومن الطبيعي وجود القليل من القلق، أما إذا كان القلق أو الخوف الشديد من آلام المخاض مسيطرًا عليكِ بشكل كبير، فلا بد من التحدث مع غيرك حول هذا الأمر، فقد يسبب الخوف طفرة في إفراز هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر، وينتشر في جسمكِ بالكامل، فالقليل من هذا الهرمون مفيد، إلا أن الكثير منه، والذي يدوم لفترة طويلة بشكل زائد عن الحد يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشكلات صحية تتعلق بالتوتر، فقد يكون لدى القابلة أو الطبيب اقتراحات بشأن ما يمكنك تجربته لتقليل القلق لديكِ. • يشكل حجم طفلك في هذه الفترة جزءًا كبيرًا من جسمك وأصبح من الصعب تذكر الأوقات التي لم تكوني فيها حاملاً، ففي الأسبوع الحادي والثلاثين من الحمل، ستبدئين في مرحلة تخيل كيف ستكون الحياة بعد ولادة طفلكِ، والتأمل في نوع الأم الذي تريدين أن تصبحي عليها وفي إنشاء أفكارك الخاصة بشأن الطريقة التي تريدين اتباعها في رعايتك لطفلك. • قد تشعرين بالارتباك أحيانًا لأن المعلومات التي تتاح لك تبدو متناقضة في أغلب الأحيان، فقط تذكري أنك وطفلكِ فريدان من نوعكما وأنه لا يوجد حملان متماثلان بشكل كلي، وتبلغ ذروة الارتباك في العادة لدى كثير من الأمهات بعد ولادة الطفل، إذ يرغبون في فعل كل شيء بالشكل المثالي، لذا تحدثي إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ -فقد تكون نصيحته أو طمأنته لكِ هي كل ما تحتاجينه في بعض الأحيان. التغيرات التي ستطرأ على جنينكِ هذا الأسبوع • يزداد طول الجنين يوماً عن يوم، ففي هذا الأسبوع، يصل طوله حوالي 46 سم، أي أقل من متوسط طوله عند الولادة بمقدار 7 سم فقط، ويزداد وزن الطفل بصورة أكبر مما يسهم في زيادة الطول، فمن المحتمل أنكِ ستلاحظين بنفسك تلك الزيادة عندما تزني نفسك في مواعيد متابعة الحمل. • يقضي طفلك فتراتٍ طويلة في النوم من خلال طريقة حركة العين السريعة، وهذه مرحلة في غاية الأهمية لدرجة أن بعض الأبحاث تقول إن البشر لا تخرج طريقة معيشتهم عن ثلاث حالات؛ ألا وهي الاستيقاظ، والنوم، ونوم حركة العين السريعة. • يزداد نشاط المخ والأعصاب المعقدة هذا الأسبوع، وتتكون نقاط الاشتباك العصبي في مخ طفلك بالملايين ويساعد على تكوينها مشاعر التحفيز التي تصل إليه في عالمه الصغير المنعزل، ومما يساعده على تكوين تلك الروابط الحيوية سماع صوتك والأصوات الموجودة بالمنزل والتعرض لضوء الشمس المصفى وحركتك والموسيقى الخاصة بكِ. إرشادات الأسبوع • من الآن فصاعدًا يزداد عدد زياراتك لمتابعة الحمل، فمن المحتمل أنك ستحتاجين إلى زيارة القابلة أو الطبيب الخاص بكِ شهريًا لتقييم نمو طفلك ومعرفة كيف تسير الأمور معكِ، وتكون هذه الزيارات مشوقة للغاية حتى لو كانت متكررة في ظاهر الأمر بعض الشيء، إذ تحصلين على معلومات مهمة في كل زيارة، ومن المهم أيضًا عدم وجود فواصل زمنية طويلة فيما بين تلك الزيارات، • خزني الأسماك الطازجة، حيث تؤثر أحماض أوميجا 3 الدهنية بشكل مباشر على صحة مخ طفلك وعينيه، لذا تُعد الأسماك الزيتية مثل السردين والسلمون وحتى القريدس من المصادر الجيدة لها، وحاولي أن تتناولي حفنة من المكسرات يوميًا ولا تخجلي من تناول الزبدة والسمن وكذلك القليل من القشطة. • في حال كنت تعملين بعمل مكتبي أو كنت تقضين ساعات طويلة جالسةً، ضعي خطة للتحرك في كل ساعة، حيث يعمل النهوض والمشي على مساعدة أطرافك السفلية على دفع الدم مرة أخرى خلال الدورة الدموية العامة، واستهدفي كذلك ممارسة رياضة المشي كل يوم، وحاولي المشي في مكان أو اثنين من الأماكن المرتفعة عن الأرض المستوية وزيادة سرعة المشي بغرض رفع معدل ضربات قلبك قليلاً. • عليكِ أن تدركي نمط الركل الذي يقوم به جنينك، فمن الجيد أن تكوني على وعي بحركات جنينك ونشاطه بشكل عام، وبهذه الطريقة يمكنك الانتباه إلى الفترات التي يضعف فيها نشاطه العام. • ضعي علامة على تاريخ الولادة في تقويم الحمل الخاص بكِ وقارني تجاربك التي مررتِ بها بالمعلومات التي حصلتِ عليها. وفيما يلي إرشادات الأسبوع الثاني والثلاثون
إن الأسابيع الأربعين التي تسبق ولادة طفلك مليئة بالمعالم الرائعة ، والتحولات الجسدية التي ستدهشك ، والشعور بالتوقع الذي ينمو مع اقتراب اليوم الكبير.
-
-
-
