يمثل هذا الأسبوع أحد المراحل الجميلة والمفعمة بالنشاط في حياة طفلك. بحلول هذا الوقت، يصبح طفلك مصدرًا دائمًا لتسليتك، حيث لا يسعك سوى الوقوع في حبه أكثر فأكثر بمرور الأيام. سيقوم طفلك بمسك يديكِ كثيرًا لأنها ستصبح أفضل أصدقائه، رغم أنه لا يزال غير قادر على التحكم بحركات يديه، إلا أنه سرعان ما سيتأتى له ذلك مع الممارسة اليومية.
تابعي طفلك وهو يطور مهاراته بشكل متزايد وينميها. على الرغم من أن لكل طفل شخصيته المستقلة وينمو بطريقته الخاصة، فإن التسلسل الطبيعي لنمو جميع الأطفال يبدأ من الرأس إلى أخمص القدمين. هذا يعني أن طفلك سيتعلم تركيز النظر بعينيه أولاً، ثم سيبتسم، ويتعلم كيفية التحكم في رأسه ويديه، بالإضافة إلى تعلم الجلوس وما إلى ذلك. وأخيرًا عندما تكتمل كل مرحلة من مراحل نموه، يصبح طفلك في كامل نشاطه. ستندهشين من كيفية وصول طفلك إلى تلك المرحلة وإلى جميع المراحل الأخرى. استمعي إليه واستمتعي معه كل يوم. أنتِ أفضل معلمة لطفلك ولا أحد يستطيع فعل ما تستطيعين فعله له.
النوم
يتم منح الأطفال العديد من اللهايات خلال الفترة الأولى من الولادة. يمكن أن تكون مفيدة جدًا في تهدئتهم، ولكنها غالبًا ما تصبح مشكلة في هذا العمر؛ حيث يصبح العديد من الأطفال ""معتمدين على تلك اللهاية"" ويجدون صعوبة في النوم دون وضعها في فمهم. هذا يعني أن الأمهات بحاجة إلى إعادة وضعها في فم طفلهم في كل مره تسقط فيها. إذا كان ذلك هو الحال معك، ففكري في التوقف عن استخدامها، ومن المحتمل أن يمر الطفل بعدة أيام من الانزعاج حتى يعتاد النوم بدونها.
لا يزال طفلك في فئة عمرية تتطلب لفه بغطاء لتثبيته في سريره. ستجدين أن الأغطية التي بدت كبيرة بالنسبة لجسده منذ أسبوعين، قد أصبحت مريحة الآن. لفي جزءًا من جسم طفلك إذا كنت بحاجة إلى ذلك أو اشتري غطاء أكبر حجمًا.
إذا كنتِ في موسم الصيف، تأكدي من عدم تعرض طفلك للحرارة الزائدة تحت الغطاء. يمكن أن يكون الحفاض مع ملابس الأطفال أو بدونها مناسبًا جدًا في الأشهر الحارة.
السلوك والنمو
ستستمعين إلى الأصوات والضوضاء المختلفة التي يصدرها طفلك هذا الأسبوع. فقد تستمعين ضحكًا بصوت عالٍ. كما أنكِ ستكونين قادرة خلال فترة قصيرة على معرفة أفضل أوقات استجابة الطفل في اليوم، وقد يصدر الطفل ضحكات وقهقهات عند أول إرضاع له في الصباح، وخلال وقت استحمامه، أو عندما يلاعبه شقيقه الأكبر من خلال تجعيد وجهه بشكل مضحك.
راقبي طفلك وهو يرفع رأسه بزاوية 90 تقريبًا عندما يكون مستلقيًا على بطنه. سيتمكن قريبًا من استخدام ذراعيه في دعم ثقل الجزء العلوي من جسمه، لكن لا تتوقعي أن يكون قادرًا على البقاء على هذا الوضع لفترة طويلة. كما سيتمايل إلى جانب واحد بعد دقيقة أو دقيقتين، لذا تأكدي من أنه مستلقٍ على بطانية ناعمة تحمي رأسه من الصدمات القوية.
البكاء
إذا كان طفلك يمر بفترة من الاضطراب، فلا داعي للقلق؛ فهذه الفترة تشكل ذروة الاضطراب والبكاء، ما يجعل بعض الأمهات تساورهم الشكوك فيما إذا كان الطفل سيعود لهدوئه الطبيعي. وبشكل عام، يُعد عمر ثلاثة أشهر أو اثنا عشر أسبوعًا بمثابة الوقت ""الذهبي"" للأطفال ليصبحوا أكثر هدوءًا.
إننا لا نعلم السبب الحقيقي لتوقف الطفل عن البكاء في هذا العمر، فعلى الرغم من طرح العديد من النظريات، إلا أنه لا يوجد سبب مؤكد بنسبة 100%، فيمكن للإرهاق الشديد أن يتسبب في بكاء الطفل وتذمره وصعوبة إرضائه.
إذا شعرت بالتوتر أو التعب نتيجة بكاء طفلك المتواصل، توقفي عما تقومين به وضعيه في سريره بعناية، وأغلقي الباب إذا كان ضجيج بكاؤه يتسبب لك بحالة من القلق، واذهبي للمشي أو تناول مشروب أو اتصلي بصديقة أو قومي بالاستحمام، ففي بعض الأحيان سيتطلب الأمر قضاء 5 إلى 10 دقائق من الراحة للتخلص من التوتر والعثور على فكرة جديدة بشأن الاستراتيجيات الأخرى التي يمكن تجربتها لتهدئة الطفل.
فكري بشأن استخدام حمالة الأطفال إذا لم تستخدميها بالفعل، ففي بعض الأحيان يحتاج الأطفال إلى أن يتم حملهم وأن يشعروا بالقرب من والديهم؛ وبالتالي، يمكن أن تكون حمالة الأطفال ذات فعالية في تهدئة الطفل عند البكاء، حتى وإن كانت الاستراتيجيات الأخرى غير فعالة.
الروتين اليومي
لا يزال الطفل بحاجة إلى الرضاعة من 5 إلى 6 مرات على مدار اليوم في هذا العمر، وتوقعي أن ينام طفلك لفترة أطول وبشكل غير متقطع طوال الليل، ولذا عليكِ استغلال ذلك. كما أن العديد من الأمهات يقمن بإرضاع أطفالهن آخر وجبة في المساء في حوالي الساعة العاشرة مساءً أو قبل الذهاب إلى النوم، فتعرف في بعض الأحيان برضاعة الأحلام أو الرضاعة أثناء النوم، حيث يمكن القيام بها عندما يكون الطفل نائماً، ولكن واعياً كفاية ليستطيع الرضاعة. وكذلك، يجب عليكِ التقليل من تحفيز ولمس الطفل، إذ أن تشجيع الطفل على البقاء هادئاً والنوم يمكن أن يصبح أسهل بعد إرضاعه آخر وجبة في المساء.
يبدأ بعض الأطفال في النوم لمدة 6-7 ساعات أثناء الليل، ما يجعل الوالدين يقلقون بشأن ما إذا كان ذلك أكثر من اللازم؛ ولكن لا داعي للقلق ما دام طفلك يحصل على التغذية الكافية لنموه ويرضع بشكل كافٍ باقي اليوم، فالجوع سيجعل طفلك يستيقظ عندما يحتاج إلى الرضاعة. لذا، انتبهي لعدد مرات رضاعة طفلك على مدار اليوم، بدلاً من التفكير في تباعد فتراتها في هذه المرحلة العمرية.
الأشياء المتوقع حدوثها
تعود بعض النساء إلى العمل عندما يبلغ أطفالهن بضعة أشهر، وهذا يعني الحاجة إلى شكل آخر من أشكال تكيف العائلة مع الوضع الجديد لرعاية الطفل والحاجة إلى التنظيم.
تستطيع بعض النساء الدمج بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية، فمن خلال التخطيط والتنظيم، يمكنهن الاستمرار بإرضاع الطفل طبيعياً أو ضخ حليب الثدي وتقديمه للطفل إن أردن ذلك.
نصائح التعامل مع الطفل
قد يقدم الأقارب والأصدقاء ذوي النوايا الحسنة الكثير من النصائح المتعلقة بكيفية إدارة شؤون طفلك، سواء بتزويده بالمزيد من المياه أو العصير أو إبقائه مستيقظاً في النهار أو إعطائه دمية وغيرها من الأمور التي لا نهاية لها، وهذا يمكن أن يتسبب في إرباك الوالدين والقلق إذا كان ما يفعلونه هو الشيء ""الصحيح"". لذا، حاولي الثقة والاطمئنان بأن ما تفعلينه هو الأفضل لكِ ولطفلك، فالأمومة ليست مادة علمية لا يحتمل بها سوى الصواب أو الخطأ، إذ أن هناك مجموعة كاملة من الطرق المختلفة لتحقيق النتيجة نفسها، ولكن ستكونين بحاجة إلى بعض الوقت والتجارب وارتكاب الأخطاء والثقة للوصول إلى الطريقة المناسبة لكِ.
فإذا كان طفلك بصحة جيدة ويستمر بالنمو والضحك والسعادة وكنتِ تشعرين بالسعادة، فهذا دليل على أنكِ على الطريق الصحيح.